الفقي: مصر لم تنجرف وراء عمل عسكري في أزمة سد النهضة | فيديو

 الدكتور مصطفى الفقي
الدكتور مصطفى الفقي

قال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن مصر ليست عاجزة ولكن عاقلة، وتاريخها يؤكد ذلك.

وأضاف "الفقي" خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج «على مسئوليتي»، المذاع على قناة "صدى البلد"، أنه على الجميع أن يدرك أن مصر دولة عربية وإفريقية وإسلامية وتحترم الجميع ولا تتدخل في شئون الآخرين.

وتابع أن إرادة المصريين قوية وقادرة عند اللزوم، موضحا أن الرئيس السيسي في الأمور الداخلية يتخذ قرارات عاجلة «بيحسبها كويس».

وأكد مدير مكتبة الإسكندرية، أن معالجة الرئيس السيسي لملف السد الإثيوبي كانت طيبة رغم الانتقادات لكل الأطراف، كما أن معالجة مصر لملف السد وضعت إثيوبيا في موقف «تحتار فيه بعد شوية»، وهناك بعض الدول ربما تغير رأيها في دعم إثيوبيا في قضية السد.

وأضاف أن مصر تحملت الاستفزازات الإثيوبية ولم تنجرف وراء عمل عسكري كانت تتمناه إثيوبيا، موضحا أن العالم الغربي لا يريد «محمد علي» جديد في مصر، كما أن أمريكا لا تريد «معلم جديد» في المنطقة.

وكشف أن أمريكا تريد لك حدود «متتعدهاش» ثم تستدرجك للحرب، كما حدث عندما أعطت واشنطن الضوء الأخضر لصدام حسين لغزو الكويت ثم «كسرت رأسه»، كما أنه لن يترك أحد لك الفرصة للقيام بعمل عسكري في ملف السد الإثيوبي.

وأكد الدكتور مصطفى الفقي، أنه سيتم التوصل لاتفاق قانوني في أزمة سد إثيوبيا ونعمل للوصول إليه، كما أنه لا يحب أن نتسرع لكي نتمكن من الوصول إلى اتفاق في أزمة السد الإثيوبي، ويجب الحفاظ على العلاقة المصرية السودانية وهو ما تسعي إثيوبيا لإفساده.

وشدد أن مصر بمفردها قادرة على الحفاظ على حقوقها المائية، فمصر تحافظ على حقوقها في مياه نهر النيل، ومعظم الدول التي أيدت إثيوبيا لديها منابع أنهار ولا تريد فتح الملف لأنه سيضر بها.

وتوقع أنه من الوارد الوصول لاتفاق في أزمة سد إثيوبيا، وتوقعه أن إثيوبيا ستكتشف أنها ذهبت بعيدا في استفزاز مصر، كما أن مصر كانت ردودها عاقلة وهادئة في أزمة السد الإثيوبي.

وكشف أن إثيوبيا كانت تفكر في إقامة سد على النيل الأزرق منذ عقود، وقام الدكتور مصطفى الفقي بالعتاب على وزراء الري منذ التسعينيات لعدم رصدهم لمخطط إثيوبيا، وأن اتفاقية عنتيبي كان لابد أن تشارك مصر فيها بأي شكل من الأشكال.

وأشار مدير مكتبة الإسكندرية، إلى أن توقيع اتفاق إعلان المبادئ كان ضروريا لتثبيت حق مصر في المياه، كما أن اتفاق إعلان المبادئ اعتراف من إثيوبيا بحق مصر في مياه نهر النيل، مشددا على أن حصة مصر في نهر النيل مستقرة ولا يمكن التنازل عنها.

وأكد أن وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية في 2011 أضر بمصر في أزمة السد الإثيوبي، فذلك الوفد ذهب لإثيوبيا بدون موافقة الخارجية المصرية ولم يكن هناك أي تنسيق، ولم يكن من الحكمة إرسال وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية لإثيوبيا في ٢٠١١.

وتابع الدكتور مصطفى الفقي، أن الرئيس السيسي ذهب للبرلمان الإثيوبي وقال لهم أمامكم خيارين إما التعاون أو المواجهة وقد اخترنا التعاون، وأكد السيسي للبرلمان الإثيوبي أن لهم حق التنمية ولنا الحق في المياه.

وأوضح الدكتور مصطفى الفقي أن سد إثيوبيا «كيدي» وليس هدفه التنمية ولا توليد الكهرباء، وذلك السد نوع من الحماس الوطني لديهم، كما أن إثيوبيا تروج أنها بلد فقير وإمكانياتها محدودة وتدعو العالم لزياراتهم لمشاهدة ذلك.

وكشف مدير مكتبة الإسكندرية أن جائزة نوبل لآبي أحمد استفزاز لمصر، موضحا أن هناك دول عربية صالحت إرتيريا وإثيوبيا ولم يكن هناك صدق نوايا أحيانا من الأصدقاء والأشقاء، وكنا نستطيع كعرب استخدام أنواع من الضغط علي إثيوبيا للعدول عن اتجاهاتها في أزمة السد من خلال الاستثمارات.

واستطرد أن مصر مستعدة للتفاوض بشرط عدم وجود عناد أو إرادة أحادية لأننا لسنا في عصر استعماري، موضحا أنه لا يجب أن نحمل الرئيس السيسي أخطاء القرون السابقة ولم يكن في استطاعتنا إلا بذل جهود دبلوماسية هادئة للوصول إلى حلول.

وشدد على أن تحويل مياه نهر النيل للبحر الأحمر عملية ضخمة ولابد أن تتم من أرض مصرية أو سودانية ومستحيل أن يحدث، وإثيوبيا لو عاقلة كانت تطلب من مصر الحصول على التكنولوجيا وفي نفس الوقت نستفيد جميعا من المياه، مضيفا أن تحلية المياه أمر واقعي في كل دول العالم حتي عند الدول التي تمتلك أنهارا.